بالتيمور، 10 سبتمبر 2025- أظهرت دراسة جديدة أجراها معهد Kennedy Krieger أن فحصًا متخصصًا بالرنين المغناطيسي قادر على كشف تغيّرات في الدماغ قبل سنوات من ظهور مشكلات الذاكرة. وتفتح هذه النتائج آفاقًا واعدة للتشخيص المبكر وتحسين علاج مرض الزهايمر.
وفي البحث المنشور في مجلة Radiology، تابع الباحثون 158 من كبار السن لمدة وصلت إلى 7 سنوات، ولم يكن أي منهم يعاني من مشكلات في الذاكرة أو التفكير عند بدء البحث. وباستخدام تقنية تُعرف بـ "التخطيط الكمي للحساسية" بالرنين المغناطيسي (QSM)، قاموا بالبحث عن تغيّرات دقيقة في أنسجة الدماغ مرتبطة بزيادة مستويات الحديد، إذ يُعرف أن تراكم الحديد يسرّع من التنكس العصبي.
وأظهرت النتائج أن ارتفاع مستويات الحديد في منطقتين أساسيتين من الدماغ، هما القشرة الشمية الداخلية والبطامة، كان مؤشرًا مبكرًا على الأشخاص الذين سيُصابون لاحقًا بضعف إدراكي بسيط، وهي مرحلة تسبق عادة مرض الزهايمر. وقد ظهرت هذه التغيّرات قبل سنوات من الأعراض الأولى، وكانت أكثر وضوحًا لدى من لديهم أيضًا مستويات مرتفعة من بروتين الأميلويد المرتبط بالزهايمر.
قاد البحث د/ شو لي، الباحث المشارك في مركز F.M. Kirby للتصوير الوظيفي للدماغ بمعهد Kennedy Krieger، الذي أوضح أن المناطق المصابة في الدماغ تؤدي دورًا محوريًا في الذاكرة والتعلّم.
وقال د/ لي: "نسعى إلى تحديد التغيّرات الدماغية المرتبطة بالزهايمر والتي تسبق فقدان الذاكرة الحاد بسنوات. وإذا استطعنا رصد هذه التغيّرات في وقت مبكر وتحديد المرضى الأكثر عرضة بدقة، فسوف تتاح لنا فرصة أفضل لإبطاء تطور المرض أو حتى منعه عبر العلاجات المستهدفة."
أبرز ما توصّل إليه البحث:
- كشفت فحوصات الدماغ عن تغيّرات دقيقة مرتبطة بالحديد قبل سنوات من ظهور فقدان الذاكرة.
- مثّلت هذه التغيّرات مؤشرًا على الأشخاص المعرّضين للإصابة بضعف الإدراك البسيط، وكذلك على سرعة التدهور المعرفي لديهم.
- تزايد الخطر لدى الأفراد الذين ظهرت لديهم أيضًا تراكمات غير طبيعية من بروتينات الأميلويد، وهي العلامة المميزة لمرض الزهايمر.
تُعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي تثبت أن تقنية التخطيط الكمي للحساسية بالرنين المغناطيسي (QSM) – وهي تقنية متوفرة بالفعل في العديد من المستشفيات – قادرة على الكشف المبكر عن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالزهايمر قبل سنوات من ظهور المرض. ويرى الباحثون أن هذه الأداة يمكن أن تُستخدم أيضًا لاختيار المشاركين الأنسب في التجارب السريرية ومتابعة فعالية العلاجات الجديدة.
وقال د/ لي: "توفر لنا هذه التقنية خريطة جديدة للدماغ تكشف مؤشرات حيوية مهمة مرتبطة بالزهايمر قبل أن يترسخ المرض. وآمل أن يتمكن المرضى وعائلاتهم في المستقبل من الحصول على رعاية وعلاجات أفضل في وقت أبكر، ومن التخطيط لمستقبلهم مع أحبائهم بشكل أوعى وأسبق."
ويعتزم فريق معهد Kennedy Krieger مواصلة متابعة المشاركين في الدراسة، بهدف التعمّق في فهم كيفية تفاعل الحديد في الدماغ مع التغيرات البيولوجية الأخرى التي تسرّع فقدان الذاكرة، واستكشاف سُبل استهداف هذه العوامل للوقاية من المرض.
###
نبذة عن معهد Kennedy Krieger
يُعد معهد Kennedy Krieger منظمة غير ربحية معروفة عالميًا، يقع في منطقة بالتيمور/واشنطن العاصمة الكبرى، ويُحدث تأثيرًا في حياة ما يقرب من 30,000 فرد سنويًا من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات، تشمل: العلاج الطبي الداخلي والخارجي، وعلاجات الصحة السلوكية والعافية، وخدمات الرعاية المنزلية والمجتمعية، والبرامج المدرسية، إلى جانب التدريب والتثقيف المهني والدفاع عن القضايا المتعلقة بالصحة العصبية. ويقدم معهد Kennedy Krieger مجموعة واسعة من الخدمات للأطفال والمراهقين والبالغين الذين يعانون من أمراض أو اضطرابات أو إصابات تؤثر على النظام العصبي وتتنوع شدتها من المتوسط إلى الحاد. ويترأس المعهد فريقًا من الباحثين الذين يساهمون في فهم نشوء الاضطرابات مع استحداث أساليب تدخل جديدة وطرق تشخيص ووقاية وعلاج مبكرة. يُرجى زيارة www.kennedykrieger.org/ لمزيد من المعلومات حول معهد Kennedy Krieger.