لعبة فيديو جديدة للقيادة من معهد Kennedy Krieger وجامعة Johns Hopkins تساعد في التعرف على أنماط التعلُّم لدى الأطفال المصابين بالتوحد

الكلمات المفتاحية: مركز خدمات التوحد والعلوم والابتكار (CASSI) آخر الأخبار الأبحاث مركز أبحاث النمو العصبي والتصوير (CNIR)

بالتيمور، 18 يونيو 2025‏- نشرت مجلة PLOS Digital Health دراسة جديدة كشفت عن أن لعبة فيديو مبتكرة طوّرها باحثون في معهد Kennedy Krieger وجامعة Johns Hopkins توفّر رؤى قيّمة حول كيفية تعلُّم الأطفال واليافعين المصابين بالتوحد من بيئتهم المحيطة.

اللعبة، التي تحمل اسم HaptiKart، تُحاكي ألعاب سباق السيارات، حيث يقود اللاعب سيارة في مضمار افتراضي. وبينما يبدو اللعب سلسًا على السطح، تُجري اللعبة تغييرات خفية في توقيت الاستجابات البصرية (ما يظهر للاعب على الشاشة) أو الحسية (ما يشعر به اللاعب من خلال عجلة القيادة)، مما يمكّن الباحثين من معرفة نوع الإحساس الذي يعتمد عليه كل لاعب بشكل أكبر أثناء القيادة. 

وفي تجربة شملت 81 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 8 و31 عامًا، أظهرت النتائج أن الأفراد المصابين بالتوحد يعتمدون بدرجة أكبر على الإشارات الحسية الجسدية بدلاً من الإشارات البصرية أثناء اللعب. وكانت هذه النزعة أكثر وضوحًا لدى من لديهم أعراض توحد أكثر حدة ومستوى ذكاء أدنى.  

صرّح د/ ستيوارت موستوفسكي، مدير مركز أبحاث النمو العصبي والتصوير في معهد Kennedy Krieger وكبير مؤلفي الدراسة، بأن هذه اللعبة قد تُسهم في الكشف المبكر عن الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم إضافي. 

وقال موستوفسكي: "لاحظنا أن الأطفال المصابين بالتوحد يميلون إلى الثقة بما يشعرون به بأجسادهم أكثر مما يرونه بأعينهم، وهذا مهم لأن معظم طرق التعليم — من تعلُّم ربط الحذاء إلى فهم تعبيرات الوجه — تعتمد على الملاحظة والتقليد."  

ويرى فريق البحث أن لعبة HaptiKart يمكن أن تكون أداة سريعة وسهلة للمعالجين والمعلمين تساعدهم في تصميم برامج تدخّل تتوافق مع أسلوب التعلُّم الأنسب لكل طفل. إذ لا تتطلب اللعبة سوى خمس دقائق للعب، وتحتاج إلى تعليمات بسيطة فقط، ويمكن استخدامها في المدارس، والعيادات، وحتى في المنزل. وهي بديل تفاعلي جذاب عن أدوات التقييم التقليدية التي غالبًا ما تحتاج إلى معدات مكلفة أو جلسات اختبار طويلة. 

من جهته، أشار د/ جيريمي د. براون، مدير مختبر تقنيات اللمس والروبوتات الطبية في جامعة Johns Hopkins، إلى أن الجمع بين ألعاب الفيديو التفاعلية والتكنولوجيا المبتكرة يُعدّ نهجًا واعدًا لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على تنمية مهاراتهم، بالاستفادة من تفضيلاتهم الحسية الفريدة.

وقال براون: "الأجهزة اللمسية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وتسخير هذه التكنولوجيا لتطوير أدوات تشخيص وعلاج أكثر فاعلية سيُفيد كلًّا من الأطباء والمرضى."

وفي السياق نفسه، أوضح د/ دانيال ليدستون، الأستاذ المساعد في جامعة ولاية Penn State Harrisburg، أن النتائج تشير إلى إمكان استخدام HaptiKart كمؤشر حيوي رقمي يساعد الأطباء على تقييم أنماط التعلُّم الحسي، وتتبع التقدّم العلاجي، وتعديل أساليب العلاج بما يتماشى مع احتياجات كل طفل. 

وقال ليدستون: "إنها وسيلة ممتعة وسريعة لفهم أسلوب تعلُّم الطفل. وهدفنا هو جعل هذا النوع من التدخلات القائمة على ألعاب الفيديو أكثر تخصيصًا وأسهل منالًا، خصوصًا في المناطق المحرومة التي تعاني من نقص في المتخصصين". 

ويأمل فريق البحث في توسيع نطاق استخدام لعبة HaptiKart لتشمل الأطفال الأصغر سنًا، واستكشاف دورها كأداة تشخيصية وعلاجية في آنٍ واحد. 

للاطلاع على مزيد من التفاصيل حول هذه الدراسة والأبحاث الجارية في معهد Kennedy Krieger، يُرجى زيارة موقع المعهد الإلكتروني

###

نبذة عن معهد Kennedy Krieger 
يُعد معهد Kennedy Krieger منظمة غير ربحية معروفة عالميًا، يقع في منطقة بالتيمور/واشنطن العاصمة الكبرى، ويُحدث تأثيرًا في حياة ما يقرب من 30,000 فرد سنويًا من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات، تشمل: العلاج الطبي الداخلي والخارجي، وعلاجات الصحة السلوكية والعافية، وخدمات الرعاية المنزلية والمجتمعية، والبرامج المدرسية، إلى جانب التدريب والتثقيف المهني والدفاع عن القضايا المتعلقة بالصحة العصبية. ويقدم معهد Kennedy Krieger مجموعة واسعة من الخدمات للأطفال والمراهقين والبالغين الذين يعانون من أمراض أو اضطرابات أو إصابات تؤثر على النظام العصبي وتتنوع شدتها من المتوسط إلى الحاد. ويترأس المعهد فريقًا من الباحثين الذين يساهمون في فهم نشوء الاضطرابات مع استحداث أساليب تدخل جديدة وطرق تشخيص ووقاية وعلاج مبكرة. ويُرجى زيارة www.kennedykrieger.org/ لمزيد من المعلومات حول معهد Kennedy Krieger.