بالتيمور، 19 مايو 2025- تلفت دراسة جديدة من معهد Kennedy Krieger الانتباه إلى أزمة متنامية في الصحة العقلية لدى الأطفال المصابين بكوفيد طويل الأمد. وقد وجد الباحثون أن ما يقرب من 40% من المرضى الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة أبلغوا عن أعراض شديدة للقلق أو الاكتئاب.
شملت الدراسة 139 مريضًا تم تقييمهم في عيادة إعادة التأهيل الخاصة بطب الأطفال لما بعد كوفيد-19 التابعة للمعهد. واستخدم الأطباء استبيانات فحص الصحة العقلية لتقييم الأعراض التي أبلغ عنها المرضى. كما تضمنت الفحوصات تقييمًا للجوانب الرئيسة لنوعية الحياة مثل الأداء البدني والعاطفي والاجتماعي والأكاديمي. وأفاد أكثر من 1 من كل 3 أطفال بأنهم يعانون من أعراض مرتفعة للقلق أو الاكتئاب (أي القلق ومشاكل النوم وتقلبات المزاج).
وقالت د/ لورا مالون، مديرة العيادة والباحثة المشاركة في هذا البحث، إنَّ نصف هؤلاء الأطفال لم يكن لديهم أي مشكلات أو تشخيصات سابقة تتعلق بالصحة العقلية.
وأضافت مالون: "كوفيد طويل الأمد هو حالة معقدة. نشهد الآن أطفالًا ومراهقين كانوا بصحة جيدة قبل إصابتهم، ويكافحون حاليًا من أجل الذهاب إلى المدرسة أو التواصل الاجتماعي أو حتى الاستمتاع بالأنشطة اليومية البسيطة".
تشمل أبرز النتائج ما يلي:
- 1 من كل 4 ظهرت عليه أعراض قلق جديدة، و 1 من كل 7 ظهرت عليه أعراض اكتئاب جديدة، على الرغم من عدم وجود تشخيصات سابقة، مما يشير إلى أن كوفيد طويل الأمد يتسبب في نشوء تحديات جديدة تتعلق بالصحة العقلية.
- أفاد الأطفال، في المتوسط، بأن نوعية حياتهم تماثل نوعية حياة أقرانهم المصابين بالسرطان أو التليُّف الكيسي، مما يسلط الضوء على التأثير الوظيفي الشديد لهذه الحالة.
- كان أقوى مؤشرًا على تدني نوعية الحياة كان "الشعور بانعدام الفعالية"، مثل الشعور بعدم القدرة على النجاح في الحياة أو الاستمتاع بالأنشطة.
تقول د/ مالون: "هؤلاء الأطفال يفقدون ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على المشاركة في أنشطة الحياة اليومية. وقد يكون تراجع الأداء الوظيفي مدمّرًا بقدر الأعراض الجسدية. من الضروري تشخيص الجانبين ومعالجتهما لتحسين نوعية حياة الأطفال المصابين بكوفيد طويل الأمد."
رغم أن دراسات سابقة أشارت إلى الأثر النفسي لكوفيد طويل الأمد، فإن هذه الدراسة تُعد من أوائل الدراسات التي تستخدم أدوات موثوقة وموحدة لقياس مشكلات الصحة العقلية لدى الأطفال المصابين بهذه الحالة. كما تُحذّر الدراسة من أن أدوات الفحص التقليدية قد لا تعكس الصورة الكاملة، لأن الأعراض الجسدية لكوفيد طويل الأمد (مثل التعب أو الدوخة) قد تتداخل مع أعراض القلق أو الاكتئاب.
يحث الباحثون في معهد Kennedy Krieger مُقدِّمي الرعاية الصحية على إدراج الفحص الروتيني للصحة العقلية ضمن خطة علاج الأطفال المصابين بكوفيد طويل الأمد، مؤكدين أن التشخيص المبكر قد يسهم في الحصول على التدخل المناسب في الوقت المناسب، ومن ثم مساعدة الأطفال على التعافي بسرعة أكبر.
تفضل بزيارة هذا الرابط لمزيد من المعلومات حول عيادة كوفيد طويل الأمد للأطفال والأبحاث الجارية في معهد Kennedy Krieger.
###
نبذة عن معهد Kennedy Krieger
يُعد معهد Kennedy Krieger منظمة غير ربحية معروفة عالميًا، يقع في منطقة بالتيمور/واشنطن العاصمة الكبرى، ويُحدث تأثيرًا في حياة ما يقرب من 30,000 فرد سنويًا من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات، تشمل: العلاج الطبي الداخلي والخارجي، وعلاجات الصحة السلوكية والعافية، وخدمات الرعاية المنزلية والمجتمعية، والبرامج المدرسية، إلى جانب التدريب والتثقيف المهني والدفاع عن القضايا المتعلقة بالصحة العصبية. ويقدم معهد Kennedy Krieger مجموعة واسعة من الخدمات للأطفال والمراهقين والبالغين الذين يعانون من أمراض أو اضطرابات أو إصابات تؤثر على النظام العصبي وتتنوع شدتها من المتوسط إلى الحاد. ويترأس المعهد فريقًا من الباحثين الذين يساهمون في فهم نشوء الاضطرابات مع استحداث أساليب تدخل جديدة وطرق تشخيص ووقاية وعلاج مبكرة. يرجى زيارة www.KennedyKrieger.org لمزيد من المعلومات حول معهد Kennedy Krieger.