بالتيمور 28 أبريل 2025- في دراسة تُعد الأولى من نوعها، طوّر باحثون في معهد Kennedy Krieger واختبروا برنامجًا افتراضيًا للوقاية من أزمات الصحة النفسية، صُمّم خصيصًا لأسر الأطفال ذوي التوحد.
وقد أظهرت التجربة الأولية، التي نُشرت في مجلة التوحد واضطرابات النمو، أن تدريب الأهل المكوّن من 3 جلسات أسهم بشكل ملحوظ في تعزيز الثقة والاستعداد والمعرفة في التعامل مع الأزمات، دون زيادة في المخاطر السريرية أو الحاجة إلى تدخل مباشر.
ويُوضح د/ لوك كالب، المؤلف الرئيس للدراسة ومدير برنامج المعلوماتية في مركز خدمات التوحد والعلوم والابتكار (CASSI) التابع لمعهد Kennedy Krieger، أن الأطفال ذوي التوحد يواجهون خطرًا متزايدًا للتعرض لحالات طوارئ نفسية.
قال الدكتور كالب: "في حالات التوحد، يمكن أن تتصاعد أزمات الصحة النفسية بسرعة، وغالبًا ما يُقال للأهل إن خيارهم الوحيد هو قسم الطوارئ. لكن هذه الأقسام نادرًا ما تكون مهيّأة لتلبية احتياجات الأطفال ذوي التوحد. نريد أن نوفر للعائلات بديلًا أكثر أمانًا ودعمًا قبل أن تصل الأمور إلى مرحلة الأزمة. تركيزنا ينصبّ على الوقاية، وهو مجال لا يزال يلقى اهتمامًا بحثيًا محدودًا."
وقدّم البرنامج، الذي عُقد عبر ثلاث جلسات افتراضية، إرشادًا لمقدّمي الرعاية ضمن إطار مكوَّن من أربع مراحل: الوقاية، ما قبل الأزمة، الأزمة، وما بعد الأزمة. وقاد الجلسات اختصاصيون مرخّصون، وشملت الأنشطة لعب الأدوار، وسيناريوهات واقعية، وأوراق عمل منظمة. كما تلقّى المشاركون كتيبًا عمليًا يحتوي على أدوات تطبيقية، من بينها "ورقة تسليم سريع" قابلة للتخصيص لمستجيبي حالات الطوارئ. وركّز البرنامج على بناء الروتين اليومي، والتعرّف المبكر إلى سلوكيات الأزمات، والتخطيط لما بعد الأزمة، مما مكّن الأسر من التعامل مع المواقف الصعبة بثقة وكفاءة أكبر.
معلومة مهمة: تمكّن 96% من مقدّمي الرعاية تطبيق الاستراتيجيات التي تعلّموها، وقيّموا البرنامج بدرجات عالية. ورغم ارتفاع معدلات الأزمات النفسية لدى الشباب ذوي التوحد، لم تتوافر سابقًا برامج وقائية مصممة خصيصًا لهم في الولايات المتحدة. ويأمل د/ كالب أن يصبح هذا البرنامج متاحًا بما يكفي لتطبيقه على نطاق أوسع، سواء خارج معهد Kennedy Krieger أو في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف د/ كالب: "قد تكون غرف الطوارئ تجربة صادمة للأطفال ذوي التوحد؛ فهي أماكن صاخبة، يصعب التنبؤ بما يحدث فيها، ويعمل فيها طاقم غير مألوف. من خلال تزويد الأهل بأدوات استباقية، نهدف إلى تقليل احتمال وصولهم إلى هذه المرحلة من الأساس."
وتعتزم الدراسات المقبلة تقييم ما إذا كان هذا البرنامج يؤدي فعليًا إلى خفض معدلات الدخول إلى المستشفيات النفسية أو زيارات أقسام الطوارئ. لمزيد من المعلومات عن هذا البحث وسائر أعمال معهد Kennedy Krieger، يُرجى زيارة موقعنا الإلكتروني.
###
نبذة عن معهد Kennedy Krieger
يُعد معهد Kennedy Krieger منظمة غير ربحية معروفة عالميًا، يقع في منطقة بالتيمور/واشنطن العاصمة الكبرى، ويُحدث تأثيرًا في حياة ما يقرب من 30,000 فرد سنويًا من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات، تشمل: العلاج الطبي الداخلي والخارجي، وعلاجات الصحة السلوكية والعافية، وخدمات الرعاية المنزلية والمجتمعية، والبرامج المدرسية، إلى جانب التدريب والتثقيف المهني والدفاع عن القضايا المتعلقة بالصحة العصبية. ويقدم معهد Kennedy Krieger مجموعة واسعة من الخدمات للأطفال والمراهقين والبالغين الذين يعانون من أمراض أو اضطرابات أو إصابات تؤثر على النظام العصبي وتتنوع شدتها من المتوسط إلى الحاد. ويترأس المعهد فريقًا من الباحثين الذين يساهمون في فهم نشوء الاضطرابات مع استحداث أساليب تدخل جديدة وطرق تشخيص ووقاية وعلاج مبكرة. يُرجى زيارة www.kennedykrieger.org/ لمزيد من المعلومات حول معهد Kennedy Krieger.