بالتيمور، 18 مارس 2025- أظهرت دراسة جديدة، قادها مركز خدمات التوحد والعلوم والابتكار (CASSI) التابع لمعهد Kennedy Krieger، أن نموذج الفحص المجتمعي يساهم في تسريع تشخيص التوحد لدى الأطفال، خاصةً في المجتمعات التي تعاني من نقص الخدمات.
يسلط البحث، المنشور في مجلة Pediatric Investigation، الضوء على دور اختبار الفحص التفاعلي السريع للتوحد لدى الأطفال الصغار (RITA-T) في تسهيل الكشف المبكر عن التوحد، مما يمنح الأسر التي تواجه صعوبات في الوصول إلى الرعاية فرصة أفضل للتشخيص المبكر. واختبار RITA-T عبارة عن أداة تفاعلية سريعة تُقيِّم المهارات التنموية التي تتأخر غالبًا في حالات التوحد، مثل المشاركة الاجتماعية والانتباه المشترك والاستجابة للتفاعلات. وعلى عكس طرق الفحص التقليدية التي تعتمد على استبيانات الوالدين، يعتمد RITA-T على الملاحظة المباشرة، مما يجعله أكثر دقة في تحديد التوحد. ويعزز هذا النهج إمكانية الوصول إلى الأسر من المجتمعات التي تعاني من نقص الاحتياجات، والمناطق الريفية، والأسر من الأقليات التي قد لا تكون اللغة الإنجليزية لغتها الأساسية، مما يساعد في ضمان اكتشاف التوحد لدى الأطفال في سن مبكرة تصل إلى 18 شهرًا.
أبرز نتائج الدراسة:
- حصل الأطفال الذين خضعوا لفحص RITA-T على تشخيصات أسرع بمعدل 67 يومًا مقارنةً بمن تمت إحالتهم عبر الطرق التقليدية.
- زادت احتمالية تحديد الأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض باستخدام نموذج RITA-T، مما يُسهم في تضييق الفجوات الاجتماعية والاقتصادية في تشخيص التوحد.
- سافر الأطفال في مجموعة RITA-T إلى مسافات أبعد لإجراء التقييمات، مما يؤكد نجاح النموذج في الوصول إلى المجتمعات التي تعاني من قلة موارد التشخيص.
شددت د/ رولا شويري، مديرة الرعاية الأولية والشراكات المجتمعية في مركز خدمات التوحد والعلوم والابتكار (CASSI) والمؤلِّفة الرئيسة للدراسة، على أهمية التشخيص المبكر في ضمان حصول الأطفال على التدخل في الوقت المناسب.
وقالت د. شويري: "تواجه العديد من الأسر أوقات انتظار طويلة ومحدودية في الوصول إلى المتخصصين. يتميّز RITA-T بسهولة الوصول إليه وسرعة إدارته، إذ يستغرق أقل من 20 دقيقة لإتمامه. وبمجرد تحديد الطفل من خلال هذه الأداة، يتم ربط الأسر فورًا بالمتخصصين والموارد المناسبة."
شملت الدراسة 394 طفلًا تم تشخيصهم بالتوحد، وأظهرت أن الأطفال الذين خضعوا لفحص RITA-T حصلوا على التقييم بشكل أسرع من أولئك الذين تمت إحالتهم عبر المسارات التقليدية. كما بيّنت الدراسة أن هذا النموذج ساعد في الوصول إلى عدد أكبر من المجتمعات المحرومة والمناطق الريفية.
وأضافت د. شويري: "تُظهر البيانات بوضوح أن RITA-T أداة فعالة. من خلال تزويد عدد أكبر من مقدمي الخدمات بهذا النموذج، يمكننا تحسين الكشف المبكر، والحد من التفاوتات، ومساعدة الأطفال في تلقي التدخلات التي تُغيِّر حياتهم في وقت أقرب."
مع نجاح برنامج RITA-T، يؤكد باحثو معهد Kennedy Krieger على ضرورة تبنّي نماذج الفحص المجتمعي على نطاق أوسع. يُسهم توسيع نطاق تدريب مقدمي الخدمات ودمج RITA-T في المزيد من مرافق الرعاية الصحية للأطفال والرعاية الأولية في ضمان حصول جميع الأطفال على التشخيص والدعم الذي يحتاجونه في الوقت المناسب. ويستمر تنفيذ هذه النماذج التدريبية في ولاية ماريلاند، مع خطط مستقبلية لتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من الولايات والمجتمعات الأخرى.
تفضَّل بزيارة موقعنا الإلكتروني لتعرف المزيد حول RITA-T والأبحاث التي يُجريها معهد Kennedy Krieger حول التوحد.
###
نبذة عن معهد Kennedy Krieger
يعمل معهد Kennedy Krieger، وهو منظمة غير ربحية مشهورة دولياً تقع في منطقة بالتيمور/ واشنطن العاصمة الكبرى، على تغيير حياة أكثر من 27,000 شخص سنويًا من خلال توفير العلاجات الطبية والصحية السلوكية والعافية للمرضى الداخليين والخارجيين، والخدمات المنزلية والمجتمعية، والبرامج المدرسية والتدريب والتعليم للمهنيين، والدفاع عن القضايا ذات الصلة. ويقدم معهد Kennedy Krieger مجموعة واسعة من الخدمات للأطفال والمراهقين والبالغين الذين يعانون من أمراض أو اضطرابات أو إصابات تؤثر على النظام العصبي وتتنوع شدتها من المتوسط إلى الحاد. ويترأس المعهد فريقًا من الباحثين الذين يساهمون في فهم نشوء الاضطرابات مع استحداث أساليب تدخل جديدة وطرق تشخيص ووقاية وعلاج مبكرة. تفضل بزيارة موقع KennedyKrieger.org للمزيد من المعلومات حول معهد Kennedy Krieger.